 
        في تطور يسلّط الضوء على واقع الحريات المدنية المتدهور في العراق، أقدمت قوة أمنية، يوم أمس، على اعتقال الناشط المدني عمار الحلفي في محافظة البصرة، عقب مطالباته العلنية بتوفير مياه صالحة للشرب لأهالي المحافظة التي تعاني من تردّي البنية التحتية وغياب الخدمات الأساسية. وبحسب مصادر محلية، فإن الحلفي تعرّض لمداهمة أمنية في منزله بعد صدور مذكرة قبض بحقه، على خلفية مشاركته في حملات مدنية نددت بتقصير الحكومة المحلية والاتحادية في معالجة أزمة المياه المستمرة منذ سنوات. وقد أثار اعتقاله ردود فعل غاضبة من ناشطين ومواطنين وصفوا الخطوة بأنها محاولة لترهيب الأصوات الحرة وقمع المطالبات المشروعة بالعيش الكريم. وتشهد محافظة البصرة منذ أعوام موجات متكررة من الاحتجاجات الشعبية، تركز أغلبها على سوء الخدمات، خاصة المياه والكهرباء، وسط اتهامات واسعة للسلطات بالتقاعس والفساد وغياب الحلول الجذرية. ويرى مراقبون أن استمرار ملاحقة الناشطين يعكس عجز الدولة عن مواجهة الأزمات بالخدمات، ولجوئها بدلاً من ذلك إلى القمع والتخويف. ويطالب ناشطون بإطلاق سراح الحلفي فوراً، ووقف سياسة تكميم الأفواه، داعين إلى فتح تحقيق جاد في أسباب أزمة المياه بدلاً من ملاحقة من يطالبون بحلها.
 

 
         
         
        