بغداد – في موقف جريء كشف عمق الفساد المستشري داخل مؤسسات الأنبار، هاجم الشيخ سطام عبد الستار أبو ريشة ، مجموعة من المتنفذين الذين حوّلوا المحافظة إلى مشروع سياسي ومالي خاص، يتغذى من أموال الدولة ويُدار بعقلية تجارية على حساب مصلحة المواطنين.
وكتب الشيخ أبو ريشة في تدوينة :
“للأنبار رجالاتها الأوفياء، الذين صانوا أرضها وقدموا دماءهم وأموالهم من أجلها، وخلّدوا أسماءهم بتضحيات لا تُمحى، ولا يمكن لأي أحد أن يُهمّشهم أو يُزايد على مواقفهم.”
وأضاف بلهجة حادة تكشف حجم الغضب الشعبي من فساد السلطات المحلية:
“أما أولئك الذين حوّلوا الأنبار إلى مزرعة سياسية ووسيلة للثراء السريع، وجعلوا منها مصدر تمويل لأحزابهم وكتلهم بنسبة تصل إلى 15% من ميزانية المحافظة واستثماراتها، فهم ليسوا سوى تجّار سلطة مهما حاولوا التجمّل أو تلميع أنفسهم، وسقوطهم مسألة وقت لا أكثر.”
وختم قائلاً:
“الفخر كل الفخر لمن وقف بوجه هذه العصابات السياسية وصدح بالحق دون خوف أو تردّد.”
تصريحات أبو ريشة أثارت تفاعلاً واسعاً، إذ رأى ناشطون ومراقبون أنها أول إدانة علنية من داخل بيت الأنبار تكشف عن حجم الاستغلال المالي والسياسي الذي تمارسه قوى متنفذة تسيطر على مفاصل القرار المحلي، فيما طالب آخرون بفتح تحقيق عاجل في مصير الموازنات والاستثمارات التي أُهدرت تحت غطاء “المشاريع السياسية”.
ويؤكد مراقبون أن هذه التصريحات أعادت إلى الواجهة ملف الفساد في إدارة محافظة الأنبار، التي تحوّلت في السنوات الأخيرة إلى ساحة نفوذ حزبي، حيث تُدار الأموال العامة وفق مصالح شخصية وصفقات مغلقة، بعيداً عن أي رقابة حقيقية أو مساءلة قانونية.
![]()
