الانبار – في ظل تفاقم النفوذ الحزبي وفساد السلطة المحلية، أكد الباحث في الشأن السياسي سيف الفهداوي ، أن محافظة الأنبار لم تعد تحتمل عقلية السيطرة الحزبية أو الوصاية السياسية، مشدداً على أن القرار في النهاية يجب أن يكون للدولة لا للأحزاب المتنفذة.
وقال الفهداوي إن “الأنبار ليست ضيعة لحزب أو زعامة، بل محافظة لكل أبنائها، ويجب أن تُدار بروح الشراكة لا بعقلية الاستحواذ والتهديد”، مضيفاً أن “استمرار محاولات بعض القوى لاحتكار المناصب يمثل شكلاً جديداً من الفساد الإداري والسياسي الذي عطّل مؤسسات الدولة”.
وأشار إلى أن “خطوة مدير تربية الأنبار الجديد بتسلم مهامه رغم التهديدات والضغوط تعكس إرادة الدولة في كسر منطق الابتزاز الحزبي، وتؤكد أن سلطة القانون يجب أن تعلو فوق نفوذ المصالح الخاصة”.
وتابع الفهداوي قائلاً إن “الحزب الذي يسعى لفرض وصايته على الأنبار يمتلك أصلاً مناصب مؤثرة في محافظات أخرى كنينوى وصلاح الدين وكركوك، ومع ذلك لا يزال يرفض مبدأ المشاركة ويحاول تحويل الأنبار إلى إقطاعية سياسية تُدار بالأوامر لا بالمؤسسات”.
وشدّد على أن “استمرار الفوضى الحزبية والهيمنة على مؤسسات الدولة سيقود إلى مزيد من الانقسام والاحتقان الشعبي”، داعياً الحكومة الاتحادية إلى “فرض إرادتها وإنهاء عصر التعيينات الحزبية التي أصبحت رمزاً للفساد في الأنبار”.
وتعيش المحافظة منذ أسابيع حالة من التوتر السياسي بسبب تعيين مدير جديد لتربية الأنبار، وسط اتهامات بتدخلات حزبية ومحاولات لمنع تنفيذه قرارات وزارية رسمية. وقد خرجت تظاهرات نظّمها مؤيدو بعض الأطراف الرافضة للتغيير، في مشهد يعكس حجم الصراع بين الدولة ومراكز النفوذ التي تتعامل مع المناصب كمكاسب شخصية لا مسؤوليات وطنية.
ويؤكد مراقبون أن ما يحدث في الأنبار يكشف عمق الفساد السياسي في المحافظات، ويختبر جدية الحكومة في فرض معايير مهنية على التعيينات، بعيداً عن ضغوط الأحزاب التي حولت مؤسسات الدولة إلى أدوات لخدمة مصالحها الضيقة .
![]()
