في مؤشر جديد على عبث السلطات العراقية بالإرث الديني والتاريخي، وجّه الباحث المتخصص بشؤون الأديان، سعد سلوم، رسالة عاجلة إلى الحكومة العراقية والمرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، السيد علي السيستاني، محذرًا من محاولات مشبوهة لاستثمار مقبرة المناذرة التاريخية، التي تُعد من أبرز المعالم المسيحية في البلاد. وقال سلوم في بيان رسمي، إن ما يُثار حول منح المقبرة للاستثمار التجاري، إلى جانب نداء الاستغاثة الذي أطلقته البطريركية الكلدانية، يمثلان إنذارًا خطيرًا بنية السلطات تفريغ الذاكرة العراقية من رموزها التعددية، وطمس التراث الحضاري الممتد لآلاف السنين، معتبرًا أن ذلك “تدمير ممنهج” لهوية العراق الثقافية. وانتقد سلوم سلوك الجهات الرسمية التي تروج لما يسمى بـ”الاستثمار”، معتبرًا أن غياب الرقابة واستغلال النفوذ فتح الباب أمام مشاريع تمس العمق الروحي للمجتمع العراقي، داعيًا إلى وقف هذا الانحدار الخطير الذي يهدد وحدة النسيج الوطني. وأكد أن “التحول الاقتصادي لا يعني انتهاك الرموز والمقابر المقدسة، بل يجب أن يستند إلى احترام التنوع الثقافي والتاريخي كمصدر قوة وثروة وطنية”، مطالبًا بثورة فكرية وسياسية تحصّن ما تبقى من هوية العراق الجامعة. وذكّر سلوم بلحظة اللقاء التاريخي بين البابا فرنسيس والمرجع السيستاني في النجف، وما حمله من دلالات عميقة على التسامح والتعايش، متسائلًا: “هل باتت هذه القيم تُباع وتُشترى تحت غطاء الاستثمار؟”. وختم سلوم بيانه بمناشدة عاجلة لكافة مؤسسات الدولة والمرجعية العليا بضرورة التدخل لإيقاف المشروع الاستثماري، مؤكدًا أن “الأمم التي تفرّط بتعدديتها تسقط، وتلك التي تحترم تراثها تبقى
![]()
