الانبار – شنّ أنصار الحزب الحاكم هجوماً عنيفاً ضد مدير تربية المحافظة الجديد أيمن عباس، بسبب خلفيته الأمنية، في تصعيدٍ اعتبره ناشطون “تجاوزاً أخلاقياً خطيراً وإهانةً لرمزية الدولة ومهنة الشرطي التي تمثل الانضباط والتضحية”.
الهجوم لم يكن مجرد خلاف إداري حول منصب، بل تحوّل إلى حملة تحريض منظمة ضد شخصية خدمَت في السلك الأمني لسنوات، ما أثار غضباً واسعاً في الأوساط السياسية والشعبية التي رأت في ذلك دليلاً على تدهور الخطاب السياسي وهيمنة المصالح الحزبية الضيقة على حساب الكفاءة والنزاهة.
الناشطون من أبناء الأنبار عبّروا عن استيائهم الشديد، مؤكدين أنّ “الإساءة لأي رجل أمن تعني الإساءة إلى آلاف المنتسبين الذين ضحّوا بأرواحهم دفاعاً عن الأنبار والعراق”، مشددين على أنّ “الهجوم على مدير التربية ليس استهدافاً لشخصه، بل استهدافٌ لرمزية الزي الأمني الذي يمثّل الدولة والقانون، في وقتٍ تتزايد فيه مظاهر التسيّب والانقسام داخل مؤسسات المحافظة”.
رئيس مجلس إنقاذ الأنبار حميد الهايس قال “:
“الشرطي فخر وعز، دافعوا عن الأنبار وحاربوا الإرهاب، ومن يهاجمهم يفتقر إلى شرف الخصومة. هؤلاء الذين يسيئون للقوات الأمنية هم من هربوا من الأنبار أثناء المعارك وسكنوا فنادق أربيل ، واليوم يدفعون الأموال للقنوات المأجورة للتحريض ضد الشرطة ومهنة الأمن.”
أما الناشط السياسي بلال الجميلي فأكد أن “من العار أن يتورط الحزب الحاكم في حملة تشويه ضد مهنة الشرطي، وأن يُستخدم المال السياسي لشراء ذمم القنوات والصفحات الإعلامية لبث الكراهية ضد مؤسسات الدولة”، مشيراً إلى أن “مدير تربية الأنبار رجل قاتل الإرهاب حين هرب السياسيون، بينما استشهد المئات من رجال الشرطة دفاعاً عن المدينة”.
ويرى مراقبون أن ما يحدث في الأنبار يتجاوز الخلافات الإدارية ليكشف فوضى السلطة وسقوط هيبة الدولة، حيث تحولت مؤسسات خدمية كالتربية إلى ساحة لتصفية الحسابات الحزبية، في ظل غياب كامل للرقابة والمساءلة، وتراخي أمني يسمح للفوضى السياسية بأن تتغلغل في مفاصل الدولة.
ويؤكد المتابعون أن هذه الحادثة تُعد دليلاً جديداً على فساد المنظومة الحاكمة في الأنبار، التي فشلت في حماية موظفيها ومنع التحريض ضد رموزها، ما يجعل المواطن الأنبارِيّ يعيش وسط دوامة من الانفلات الأمني والصراع على المناصب، في وقتٍ تحتاج فيه المحافظة إلى من يبني مدارسها، لا من يهدم هيبتها ومؤسساتها باسم الولاء الحزبي .
![]()
