كركوك – في مشهد جديد يعكس عمق الفساد الإداري والتقاعس الحكومي، خرج العشرات من المحاضرين المجانيين في محافظة كركوك، صباح اليوم الثلاثاء، بتظاهرة غاضبة أمام مبنى المحافظة، مطالبين بإنهاء سنوات من الإهمال عبر التعاقد الرسمي معهم بعد أن قدموا خدماتهم مجاناً لسنوات طويلة دون أي مقابل.
المتظاهر مصطفى محمد أوضح أن المحاضرين يعيشون ظروفاً مأساوية منذ أعوام، إذ خدموا العملية التعليمية دون رواتب، متحمّلين وعوداً حكومية زائفة لم تجد طريقها إلى التنفيذ، فيما تستمر السلطات في تجاهل معاناتهم.
وأضاف أن عشرات المحاضرين يعتمدون على هذه المهنة كمصدر رزق وحيد، ومع ذلك لم تشملهم أي مخصصات مالية أو منح كما جرى في محافظات أخرى، ما يعكس غياب العدالة وتفشي المحسوبية في قرارات وزارة التربية.
من جانبها، قالت المحاضرة سناء الحسن إن أكثر من خمس سنوات مرت وهم يعملون دون مقابل، يسدّون النقص الكبير في الكوادر التدريسية، بينما الحكومة تتجاهل ملفهم وكأن التعليم في كركوك لا يعنيها. وأكدت أن تأخر حسم عقودهم تسبب بمعاناة إنسانية واقتصادية لعشرات العائلات.
ورغم مناشداتهم المتكررة إلى رئيس الوزراء ووزير التربية ومحافظ كركوك، لم يتلقَّ المحاضرون سوى الصمت والتسويف. وطالب المعتصمون بإدراج قضيتهم ضمن الموازنة المقبلة وتثبيتهم على الملاك الدائم، مشددين على أنهم لن ينهوا اعتصامهم حتى تُترجم الوعود إلى قرارات فعلية، معتبرين استمرار التجاهل “دليلاً على فساد المنظومة التي تتاجر بمعاناة الفقراء والمستضعفين” .
![]()
