البصرة – في مشهد يجسد الانهيار الأمني وغياب هيبة الدولة، اقتحمت مجموعة مسلحة، السبت، مستشفى أبي الخصيب في محافظة البصرة وقتلت أحد المصابين بنزاع عشائري مسلح، بعد ساعات من نقله لتلقي العلاج، وسط ذهول الكوادر الطبية وغياب الحماية الأمنية الكافية.
وقال مصدر أمني إن “مسلحين اقتحموا المستشفى وأجهزوا على أحد المصابين في المشاجرة المسلحة التي اندلعت صباح اليوم بين أبناء عمومة في القضاء، وأسفرت عن مقتل 6 أشخاص”، ما يكشف حجم التسيّب الأمني الذي يضرب المؤسسات الحيوية في البلاد، حتى تلك المفترض أنها ملاذات آمنة للمرضى.
ورغم إعلان شرطة البصرة لاحقًا عن تنفيذ مداهمات واعتقال عدد من المتهمين من طرفي النزاع، إضافة إلى ضبط أسلحة نارية وأخرى بيضاء، إلا أن الحادثة تؤكد استمرار حالة الانفلات الأمني في البصرة، وغياب الردع الحقيقي لمن يحمل السلاح خارج إطار الدولة.
الواقعة تطرح أسئلة ملحّة عن غياب الحماية في المستشفيات، وكيف تمكن مسلحون من تنفيذ عملية تصفية داخل مؤسسة صحية يفترض أن تكون تحت رقابة أمنية مشددة، وسط اتهامات للأجهزة الأمنية بالتقاعس أو التواطؤ في مواجهة سطوة الجماعات المسلحة والنزاعات العشائرية المتكررة.
هذه الجريمة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ما دامت الحكومة تكتفي بالتصريحات الشكلية، دون خطوات حقيقية تفرض سلطة القانون وتعيد للمواطن شعوره بالأمان حتى في غرف المستشفيات .
![]()
