بابل – أعلنت مديرية ماء بابل ، عن توقف عدد من مجمعات المياه في قضاء الكفل نتيجة الانخفاض الحاد في مناسيب نهر الفرات، ما تسبب بانقطاع المياه عن مناطق واسعة، في وقت اكتفت فيه الجهات الرسمية بالتصريحات دون أي حلول جذرية.
المديرية اكتفت ببيان مقتضب ذكرت فيه أن “انخفاض الماء الخام في نهر الفرات أدى إلى توقف مجمعات مركز ماء الكفل، وتمت المعالجة مؤقتاً باستخدام الحفارة البرمائية لغرض إعادة التشغيل واستمرار ضخ الماء للمواطنين”، في إشارة إلى حلول ترقيعية لا تتناسب مع حجم الكارثة.
مصادر ميدانية أكدت أن الأزمة ليست جديدة، بل تتفاقم منذ أسابيع وسط غياب المتابعة من وزارة الموارد المائية والحكومة المحلية، فيما يعيش المواطنون بين عطش حقيقي وانقطاع متكرر للمياه، في محافظة تُعد من أهم المناطق الزراعية في وسط العراق.
دائرة الماء في بابل كانت قد حذّرت مطلع الشهر الحالي من “انخفاض خطير في مناسيب نهر الحلة” يهدد عمل محطات التصفية بالكامل، إلا أن التحذيرات لم تلقَ أي استجابة من الجهات المعنية، ما يكشف حجم التقاعس الإداري والاستهتار بمعاناة الناس.
ويرى مراقبون أن ما يحدث في بابل هو نتيجة مباشرة للفساد والإهمال، إذ لم تُخصص الحكومة ميزانيات طوارئ لمعالجة الأزمة، ولم تتحرك دبلوماسياً للضغط على تركيا لزيادة الإطلاقات المائية، تاركة الأهالي يواجهون أزمة العطش في واحدة من أكثر المحافظات تضرراً من الجفاف.
الأزمة المائية في العراق تتصاعد عاماً بعد آخر، حيث جفّت أنهار فرعية وأهوار ومساحات واسعة من الأراضي الزراعية، فيما تراجع مخزون السدود الخزنية إلى أدنى مستوياته بسبب شح الأمطار وحرمان البلاد من حصصها المائية.
وتؤكد تقارير بيئية أن استمرار هذا الوضع دون تدخل عاجل سيقود إلى كارثة إنسانية حقيقية تهدد الأمن الغذائي والسكاني، بينما تنشغل الحكومة بتصريحات شكلية ووعود متكررة لا تُترجم إلى أفعال.
![]()
