بغداد – في مشهد يعكس فشل السلطات في إدارة ملف المياه وغياب الخطط الحكومية لإنقاذ المرافق الحيوية، كشف المتحدث باسم شركة النقل البحري العراقية، طالب البديري ، أن الجفاف وتراجع مناسيب نهري دجلة والفرات تسببا بتوقف عمل عدد من الزوارق والمراسي في شط العرب وعدة محافظات، ما أدى إلى شلل جزئي في قطاع النقل النهري الذي يعاني أصلاً من الإهمال والفساد.
وقال البديري إن “الشركة العامة للنقل البحري التابعة لوزارة النقل تمتلك الأسطول البحري العراقي الذي يضم ست بواخر عاملة في البحار والمحيطات، إضافة إلى أكثر من 45 زورقاً حكومياً كانت تعمل في شط العرب”، مبيناً أن “شح المياه تسبب بتوقف عدد من المراسي والزوارق عن العمل نتيجة انخفاض مناسيب الأنهر إلى مستويات حرجة”.
ورغم هذا الواقع المأساوي، تحدث البديري عن أرباح تجاوزت ستة ملايين دولار منذ بداية العام بفضل عمل البواخر، ما أثار تساؤلات حول كيفية تحقيق الأرباح في ظل توقف المرافق الداخلية وتدهور البنية التحتية للنقل النهري، في وقت تعجز فيه الوزارة عن معالجة أزمة الجفاف أو تنفيذ مشاريع حقيقية لإدامة الملاحة.
ويؤكد مراقبون أن وزارة النقل، كغيرها من مؤسسات الدولة، تعاني من سوء إدارة مزمن وفساد متراكم انعكس على أداء القطاعات التابعة لها، إذ لم تنجح في تطوير الموانئ أو تحديث منظومات النقل النهري رغم تخصيص موازنات ضخمة خلال السنوات الماضية، فيما تتواصل التصريحات الرسمية التي تتحدث عن “إنجازات وهمية” دون نتائج ملموسة على الأرض.
ويأتي توقف المراسي والزوارق ليكشف مرة أخرى حجم التدهور الذي أصاب العراق بسبب غياب التخطيط الحكومي وتفشي الفساد في المشاريع الخدمية، في ظل أزمة مائية غير مسبوقة جعلت البلاد على حافة الانهيار البيئي والاقتصادي، بينما تكتفي الوزارات المعنية بالتفاخر بالأرباح الورقية وترك الأنهار تموت عطشاً.
![]()
